هل تسائلنا يوماً لماذا يعد "١٨" هو السنّ القانوني؟ | ثريد
يظن السّواد الأعظم من الناس أن هذا السن الذي يكون فيه غالبية الناس بالغين فسيولوجياً، أي أصبح جسدياً وجنسياً قابلاً للتكاثر، وهذا تعريف ناقص ومغلوط تماماً. فتراه يقول: "البنت بالغة من سن ١٤ سنة، ما قاصر! ما لازم تصير ١٨!"
ولكن تعريف سنّ البلوغ الحقيقي "١٨" هو: السنّ الذي يصبح فيه المرء مسؤولاً عن تصرفاته وتبعاتها، ولذلك تفسير طبياً..
الجزء المحدّد بالصورة هنا هو الفص الجبهيّ "Frontal lobe"، وهو الفص الذي تدار غالبية الوظائف المعرفية التنفيذية "Exucutive Functions" من خلاله. الفص الجبهي ليس منطقة الدماغ الوحيدة المشتركة في هذه الوظائف، ولكن يرجح أن غالبيتها تدار منه.
ايش يعني هذا الكلام؟ وما هي الوظائف التنفيذية؟ وايش دخلها بسن البلوغ؟ 
بخبركم بشكل مبسّط الآن..

بخبركم بشكل مبسّط الآن..
الوظائف التنفيذية تتلخّص في:
١- التخطيط واتخاذ القرارات
٢- التفكير النقدي وحل المشاكل
٣- التصرّف في المواقف الجديدة غير المحضّر لها من قبل
٤- التصرّف في المواقف الخطرة
٥- التصرف في المواقف التي يحتاج فيها الشخص إلى مقاومة الإغواء، ضد جسده، ومشاعره، وضد أملاكه
١- التخطيط واتخاذ القرارات
٢- التفكير النقدي وحل المشاكل
٣- التصرّف في المواقف الجديدة غير المحضّر لها من قبل
٤- التصرّف في المواقف الخطرة
٥- التصرف في المواقف التي يحتاج فيها الشخص إلى مقاومة الإغواء، ضد جسده، ومشاعره، وضد أملاكه
ولكم يا أصدقاء تخيّل أن الفص الجبهي المسؤول عن غالبية هذه المهام، لا يكتمل نموّه عند معظم البشر إلا عند الـ ٢٥ عام!
ولكن هناك من قد يكتمل نمو الفص لديه ما بين ١٦ سنة إلى ٢١ عام. وركز يا رعاك الله أن ١٨ عام هنا هو المتوسط بينها
ولكن هناك من قد يكتمل نمو الفص لديه ما بين ١٦ سنة إلى ٢١ عام. وركز يا رعاك الله أن ١٨ عام هنا هو المتوسط بينها


قد يأتيكم العاقل الفطن رقم١ فيقول: "العقل ما بالسنّ، هناك صغار عقولهم تزن بلداً"
هذاااا رائع، وكم من طفلٍ وهبه الله الحكمة والحصافة ما لا يتوفر عند كهل. ولكن هل هذا مبرر موضوعي لزواج القصّر؟ هل الحكمة العامّة تكفي لبناء علاقة زواج صحيحة وصحيّة جسدياً ونفسياً؟
هذاااا رائع، وكم من طفلٍ وهبه الله الحكمة والحصافة ما لا يتوفر عند كهل. ولكن هل هذا مبرر موضوعي لزواج القصّر؟ هل الحكمة العامّة تكفي لبناء علاقة زواج صحيحة وصحيّة جسدياً ونفسياً؟
وقد يأتي العاقل الفطن رقم٢ فيقول: "أمهاتنا وجدّاتنا بنوا أجيالاً وزوّجوا من سن "١٣" وعاشوا زواجاً مباركاً، وتعريفه للبركة بالطبع لا يتجاوز وضع دزينةً من المواليد والأبناء، وتربيتهم تربيةً جمعية عامّة من توفير مأكلٍ وكساء ومأوى، لا ينظر فيها إلى احتياجات كل فرد دون أخيه.
سؤال لكل عاقل قد يتبنى هذه الاراء، مع عدم إغفال دور ربّات البيوت في منازلهن، وبوضعنا كذلك محدودية فرص المرأة للنهوض بنفسها قبل النهضة المباركة:
-
هل نالت والدتك التي زوجت من سن الخامسة عشر كافة حقوقها في التعليم؟ وبناء ذاتها واستقلالها في إنتاج دخل مالي مستمر؟
-
هل نالت والدتك التي زوجت من سن الخامسة عشر كافة حقوقها في التعليم؟ وبناء ذاتها واستقلالها في إنتاج دخل مالي مستمر؟
هل زوّجت بمحض ارادتها؟ وإن كان نعم، فقد احتلت على منطق العلم..فهو يقول لا رأي يعتّد به لقاصر "عقلياً" في علاقة زواج صحيحة!
فإن القاصر حتى وإن كانت راغبة، فرغبتها لا تتعدى حماسَةً طفولية سريعة الذوي، لعيش حياة جديدة، بعيداً عن قيود الأهل والبيوت المحلية الضيقة، والتي سرعان ما تندم عليها عند مجابهة المسؤوليات.
وحتى إن رفضت؛ فالوصيّ الذي يقبل بتزويج قاصر لن يحول دون اقناعها، خصوصاً إن كان العريس المزعوم لا تشوبه منقصةٌ أو مثلبة.. فما الداعي لانتظار السن القانوني، وقد "يطير عليه هذا الشمج الذهبي" أو يضطر للانفاق سنوات اضافية، وردعاً لأن تدخل "ثمرة تربيته" في علاقات غير شرعية.
وجود تجارب ناجحة تعرفها غير كافٍ لإسقاط نتائجها بصيغة صرفةٍ على جلّ شريحة القاصرات في المجتمع، فما فعلته التجربة التي تعرفها من مقاومةٍ وصبرٍ وكفاح، لا يجعله حكماً عاماً شمولياً.
ما أقوله أخيراً: اتقوا الله في فلذات أكبادكم وأخواتكم، زواج القاصرات وإن تعددت مبرراته ودواعيه فهو زواج غير مدروس، وتبعاته النفسية والجسدية قد تستمر لسنوات، حتى وإن تم الانفصال. انتهى.