ينتشر خبر"طفرة على السلالة المتحورة في بريطانيا تقلل من فعالية اللقاح".
في الحقيقة هذه الطفرة هي احدى طفرات المتغيرين الجنوب أفريقي والبرازيلي.
الخبر للأسف صحيح، انما متوقّع وغير مستغرب.
لنفهم ما يحصل،هذا الثريد عن المتغيرات المختلفة وما نعرفه عن فعالية اللقاحات⤵️
هناك اليوم ثلاث متغيرات variants أساسية تقلقنا ونسمع عنها كثيراً:
- المتغير البريطاني: B1.1.7
-المتغير الجنوب أفريقي: B.1.351
-المتغير البرازيلي: P.1 ⤵️
صار معروفاً الآن أن المتغير البريطاني B1.1.7 هو أكثر قدرة على الانتشار، تقريباً بنسبة ٥٠٪. تتضاعف نسبة الحالات المصابة به تقريباً كل أسبوع. لذا هو مقلق وتتم مراقبته عن كثب في كل الدول حيث اكتشف حتى الآن⤵️
المتغيران الجنوب أفريقي والبرازيلي وان كانا مختلفين انما يتشاركان بعض الطفرات (ظاهرة على الصورة)،أحدها N501Y،التي تخص البروتين الشوكي الذي يسمح للفيروس بالاتصال وبالدخول الى الخلية وهي احدى الطفرات الاساسية المشتركة أيضا مع المتغير البريطاني⤵️
هذان المتغيران وان اكتشفا خارج جنوب أفريقيا والبرازيل، انما ينتشران بوتيرة أقل خارج هذه المناطق.
الخاصية الأساسية لهما أن احدى الطفرات E484K قد تلعب دوراً في التخفي عن جهازنا المناعي، ما يرفع احتمال الاصابة مرة أخرى مثلا بعد الاصابة الأولى، وما يجعلنا نخشى أيضا فعالية اللقاح⤵️
ملاحظة هنا، أنه ظهور الطفرات نفسها في أماكن مختلفة أمر متوقع، ويدلّ على أن الفيروس يتعرض لما نسميه selection pressure وأن هذه الطفرات تحدث لأنها تقدم له شيئاً ايجابياً. ما يخيفنا تحديداً هو حدوث عدة طفرات في متغير واحد واكسابه عدة خاصيات في الوقت نفسه⤵️
هنا نصل اذاً الى خبر اليوم وهو ظهور الطفرة E484K الخاصة حتى الآن بالمتغيرين الجنوب افريقي والبرازيلي، في المتغير البريطانيB1.1.7. هذه الطفرة قد تكسب الفيروس قدرة على التخفي عن جهازنا المناعي كما سنرى لاحقاً. سنسمي هذا المتغير الجديد B1.1.7+ E484k ⤵️
ماذا نعرف اذاً عن فعالية اللقاحات ضد هذه الطفرات المختلفة؟
باختصار: اللقاحات ستبقى فعالة، انما احتمال انخفاض فعاليتها موجود.
بالتفصيل:⤵️
منذ أيام أعلنت فايزر أن لقاحها يبقى فعالا ضد المتغير البريطاني والجنوب أفريقي بناء على دراسة للشركة تم فيها استخدام أجسام مضادة من أشخاص تلقوا سابقاً جرعتين من لقاح فايزر ودراسة قدرتها على القضاء على فيروسات صممت في المختبر وتحمل الطفرات البريطانية والجنوب أفريقية⤵️
في حين كانت الفعالية نفسها ضد المتغير البريطاني، احتاج الباحثون الى كميات اكبر من الأجسام المضادة ضد المتغير الجنوب أفريقي، ما يدل على انخفاض محتمل لفعالية اللقاح ضد هذا المتغير⤵️
النتائج نفسها وصلت اليها موديرنا، انما في الحالتين بقيت نسبة الأجسام المضادة بعد اللقاح أعلى من النسبة المطلوبة لمنع الاصابة⤵️
لقاح آخر هو لقاح نوفافاكس أعلن عن نتائجه منذ أيام وهي ممتازة ضد الفيروس الأساسي (فعالية ٩٥.٦٪)، انخفضت قليلاً تجاه المتغير البريطاني لكنها بقيت ممتازة(٨٥.٦٪) في حين انخفضت بشكل مقلق تجاه المتغير الجنوب أفريقي (٤٩.٤٪_٦٠٪)⤵️
اذاً وان كانت المتغيرات تستجيب للقاحات عموماً، من الواضح أن المتغير الحنوب أفريقي (والبرازيلي على الأرجح) يبدوان أكثر مقاومة للقاحات.
السبب كما قلنا الطفرة E484k⤵️
بحسب دراسة أجرتها جامعة سياتل، درست فيها قدرة ١١سيروم هذه المرة من أشخاص سبق وأصيبوا بالكوفيد بشكل طبيعي، في القضاء على فيروس حامل لطفرات مختلفة، وجدوا أن فعالية الأجسام المضادة ضد الطفرات المختلفة تراوحت بين٦٣ و٩٩٪ بحسب العينة⤵️
انما في ٩ من أصل ١١ عينة،شكلت طفرة محددة هي الE484k عائقا مهما على الأجسام المضادة مخفضة قدرتها في القضاء على الفيروس ب١٠ مرات.
نسبة حدوث هذه الطفرة قليل(٠.١١٪ من الطفرات التي تم درسها)في حين أن طفرات أخرى مثل N501 (المشتركة بين المتغيرات كما رأينا)كانت من الأكثر شيوعا( ١.٣٩٪)⤵️
نعود هنا اذاً الى خبر اليوم: ظهور هذه الطفرة في المتغير البريطاني يقلق، لأنه سينتج عنه فيروس لديه خصائص سرعة الانتشار التي يملكها المتغير البريطاني (الذي يتوقع انه عاجلا او آجلاً سيصبح الشكل الغالب في معظم الدول) + خصائص التخفي المناعي بسبب الطفرة E484K⤵️
بحسب تقرير جامعة كامبريدج عدد الحالات الحاملة لهذا المتغير لا يزال قليلاً (١١ اصابة)، وتتم المراقبة عن كثب، وقاموا
بدراسة فعالية اللقاح على هذا المتغير الجديد، ايضا عبر تشكيل pseudoviruses في المختبر يحتوي ال ٨ طفرات الخاصة بالمتغير البريطاني في البروتين الشوكي+ E484K⤵️
ثم وضعوا هذا الفيروس بوجود سيروم اخذ من أشخاص سبق وتلقوا لقاح فايزر.
وتبين انه بالفعل اضافة هذه الطفرة الى الفيروس جعلتنا نحتاج الى كميات اعلى من سيروم الأجسام المضادة للقضاء على الفيروس neutralization⤵️
الأمر متوقع اذا نظرنا إلى الداتا التي كانت لدينا أصلا حول المتغير الجنوب أفريقي الحامل لهذه الطفرة.انما علينا أن نبقي هنا في بالنا بضع نقاط أساسية:
⁃الجهاز المناعي ليس عبارة فقط عن أجسام مضادة. هناك ايضاً مناعة خلوية عبر الT cells تلعب دوراً أساسياً كما سبق وأظهرت دراسات عدة⤵️
⁃هناك أجسام مضادة أخرى تستهدف أجزاء مختلفة من البروتين الشوكي
⁃التجارب تستخدم pseudoviruses وهي ليست فيروسات حقيقية، ونتائج تجارب الneutralizing ليست بالضرورة ما سوف يحدث في العالم الحقيقي ⤵️
الخلاصة:
⁃نعم، فعالية اللقاحات يمكن أن تنخفض، انما لن تصبح غير فعالة تماماً. ومن حسن الحظ أنه لدينا لقاحات فعاليتها بالأساس عالية جداً⤵️
موديرنا وفايزر تدرسان اعطاء جرعات تحفيزية اضافية للمناعة في حال الطفرات. انما الأهم، أن تقنية اللقاحات الجديدة الرائعة التي لا تعجب البعض ستسمح بتطوير لقاحات جديدة خلال ٦ اسابيع عند الحاجة. يجب أن نتوقف من الخوف من التقدم!⤵️
⁃والأهم الأهم: يجب كسب السباق مع الفيروس والحد من انتشاره سريعاً عبر تسريع حملات التطعيم. كلنا انتشر الفيروس، كلما زادت احتمالات تحوره وكلما ربح أشوطاً علينا، برغم كل التقدم الذي أحرزناه.
You can follow @AssalaLamaa.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled:

By continuing to use the site, you are consenting to the use of cookies as explained in our Cookie Policy to improve your experience.